الخميس, 23 شباط/فبراير 2017 11:11
التجديد بين الإفراط والتفريط- بقلم وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان..
ذكرنا في مقال سابق أن التجديد في الفكر الإسلامي من المسلَّمات التي لا تحتاج إلى إرهاق النفس والعقل بحثا عن أدلة لها، فمحصلو بعض العلم فضلا عن العلماء يعلمون أنه لازمة من لوازم شريعتنا السمحة؛ فقد تدرج القرآن الكريم في أحكام بعض المسائل حتى استقر حكمها النهائي قبل وفاة رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك نسخ أحكام تعايش الناس في ضوئها ردحا من الزمان دون أن تُضر عقيدتهم بهذا التغيير، بل عاب القرآن الكريم على السفهاء الذين تعجبوا من تغيير القِبلة وأخبرنا أن صلاة مَن صلى إلى المسجد الأقصى صحيحة كصلاة مَن استدار متجها إلى القِبلة الجديدة حين نزول الأمر بذلك، ومن التدرج في الأمور التي يشق على المكلَّف الامتثال لأحكامها النهائية دفعة واحدة ما حدث في مسألتي الخمر والربا على سبيل المثال؛ حيث قال تعالى في الخمر في بادئ الأمر: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا}، دون تحريم، ثم…
موسومة تحت:

