المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  | اتصل بنا

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة
×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 564

نائب وزيرالشؤون الاسلامية والدعوة السعودية يشارك في ندوة "فقه المتغيرات والمستجدات في المجتمع المسلم" ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان "الجنادرية31"

الأحد, 19 شباط/فبراير 2017 10:10

أكد معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد (عضو المجلس الإسلامي العالمي للدعوة الإغاثة)الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري أن التفسير النفعي المصلحي للإسلام بعقائده، وعباداته، ومعاملاته، وأخلاقه، تفسير منحرف؛ وذلك أنه يرجع إلى أصل كلي واحد في فهم الدين، وهو أن الغاية الرئيسة للدين هي إصلاح الدنيا، وإعمار الأرض، والتمكين فيها، مبينا أن الحركات الإسلامية المعاصرة التي انطلقت من هذا التفسير أضاعت على نفسها وعلى المسلمين فرصة النهوض وفق الأصل الذي جاء به الوحي وهو أن الغاية من خلق الخلق، وإرسال الرسل، وإنزال الكتب هي تعبيد الناس لرب العالمين، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} فالتعبيد هو الأصل، ويأتي التمكين تبعا. جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في الندوة العلمية التي نظمتها اللجنة الثقافية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، في قاعة الشيخ حمد الجاسر – رحمه الله- بجامعة الملك سعود بالرياض، بورقة عمل تحت عنوان: (أنموذج للتفسير المصلحي لفقه المتغيرات والمستجدات- التفسير السياسي للدين). وقال معالي الدكتور توفيق السديري: نقصد بالتفسير المصلحي تفسير ما جاءت به الشريعة من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق من خلال الآثار المصلحية النفعية والنتائج المادية والمعنوية، فهذا المنظور يرى أن غاية الدين هي في المنفعة والمصلحة المترتبة على تطبيقه. وأوضح معاليه أن أخطر وأهم أنواع التفسير المصلحي للدين التي سادت وانتشرت خلال المئة سنة الماضية هي التفسير السياسي للإسلام الذي كان له آثاره التي رسمت توجه كثير من المسلمين في هذا العصر، وبنيت عليه نظريات وآراء واجتهادات، وأريقت بسببه دماء معصومة، وقامت من أجله حروب وثورات. وأكد معالي الدكتور توفيق السديري أن خطر التفسير السياسي للإسلام يكمن في انحرافه عن أصل الدين، وانحراف دعوته عن مسارها الصحيح، مما كان له آثار سيئة في عقائد المسلمين، وعباداتهم، وأعمالهم خلال العقود المتأخرة، بيد أنه لما كان دين الإسلام قد تكفل الله بحفظه وصيانته، وكتب له العلو والظهور، فقد وفق الله علماء السنة إلى رد البدع والانحرافات الجديدة والتحذير من عواقبها. وشدد معاليه على أن التفسير الأمثل للإسلام هو تفسيره بنفسه أي بأصول الإيمان وأركان الإسلام؛ لأنها لب الإسلام وجوهره، وحقيقة الدين ومقصده، مشيرا إلى أن الناظر في دعوة الأئمة المجددين، والعلماء العاملين، والدعاة المصلحين، والدارس لأعمالهم والمتأمل لآثارهم منذ القرون المفضلة حتى يومنا يجد أنهم سلكوا هذه الطريقة في بيان حقائق الدين وغرس معانيه في النفوس، وتربية الأجيال على التمسك به والعمل بأحكامه، مشيرا إلى صنيع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه "فضل الإسلام"، حيث أفرد بابا سماه "باب تفسير الإسلام". وذكر معالي الدكتور توفيق السديري الآثار الخطيرة للتفسير المصلحي السياسي للإسلام، وهي: أن في التفسير السياسي للإسلام تحريفا كليا وإفساداً لأصل الدين وأساسه الذي هو إخلاص العبادة لله وحده، كما أن فيه انحرافا لمسار الدعوة وأهدافها وغاياتها وذلك بتهميش غاية هداية الخلق إلى الحق التي هي شرط نجاتهم في الآخرة، ومنها أيضا: تحويل الدعوة الإسلامية من دعوة هدى إلى دعوة مغالبة على الدنيا مما يرسخ صراع الحضارات، ومنها: الإخلال بمفهوم تحكيم الشريعة بجعل مقصده الأعلى في النظام السياسي وتهميش معناه الشامل للاعتقاد والعبادة والتدين الفردي والسلوك الشخصي، كما أن هذا التفسير أدى كذلك إلى: تعاظم ظاهرة الغلو في التكفير، والتهوين من أمر الشرك في العبادة، وتخبط المسلمين في تلمس طرق لإخراجهم من كبواتهم. واختتم معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري بأن معرفة حقيقة التفسير المصلحي السياسي للإسلام يفتح آفاقا واسعة لقراءة جديدة متعمقة لأدبيات الحركة الإسلامية المعاصرة المعتدلة والمتطرفة لتصحيح المسار، ولنضع أقدامنا على الطريق الصحيح والنهج القويم آخذين بأيدي بعضنا البعض لتحقيق مراد الله الذي من أجله أنزل الكتب وأرسل الرسل، وهو عبادة الله تعالى وحده، وتعبيد الناس لله رب العالمين. الجدير بالذكر أن مشاركه معاليه في هذه الندوة تأتي ضمن مناشط الوزارة الدعوية والثقافية في المهرجان في دورته الحادية والثلاثين، بهدف تسليط الضوء على كثير من المسائل الشرعية والدعوية المنبثقة من رسالة الوزارة في خدمة العمل الإسلامي بمختلف مجالاته.