قال الأستاذ الدكتور عبدالفتاح عيسى البربري، الرئيس العام للجمعية الشرعية، إن الأفضلية في الزمن والأفضلية في المكان والأفضلية في المكان والأفضلية في كل المخلوقات يزينها أفضلية شهر رمضان المبارك.
وأضاف فضيلته خلال كلمته بالملتقي العلمي المهاري لزاد رمضان الذي نظمت الجمعية الشرعية الرئيسية صباح اليوم، أن الأفضلية شاءت إرادة الله عز وجل وشاءت عنايته سبحانه أن يكتبها لبعض خلقه على بعض خلقه، وفضل الإنسان حيث قال في كتابه العزيز "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"، فالإنسان لديه مكانته عن الرحيم الرحمن.
وأوضح أنه في هذه الأفضلية توجد أفضلية أخرى فالله تعالى يقول "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس" وقال تعالي "ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داوود زبورا"، ومن بين بني آدم أيضا تفضل طائفة الإيمان التي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبالقرآن دستورا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، ومن بين الرسل يفضل أولى العزم من الرسل وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وتابع:" بعد تفضيل البشر يأتي تفضيل كل المخلوقات، التفضيل للنبات يقول الله تعالى" وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل"، ويأتي التفضيل للمكان في قوله تعالى "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين"، وقوله تعالى "لا أقسم بهذا البلد "، وأيضا قوله تعالى إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا".
164وأردف قائلا: "يأتي التفضيل للزمان حيث ينبهنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم قائلا: "إن في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا"، والنفحات الزمنية يأتي منها عل سبيل المثل الليالي العشر حيث أقسم الله عز وجل بها في قوله "والفجر وليال عشر والشفع والوتر"، ويأتي يوم الجمعة وهو خير يوم طلعت عليه الشمس فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها".
وأشار "البربري" إلى أن علماء الجمعية الذين يدعون إلى الله عز وجل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يظلون في الطليعة، ونقتدي بكلامهم ونصحهم خلال دعوتنا التطبيقية في المجال الطبي والتربوي والإغاثي، مضيفا أن الكلمة تأتي قبل العمل حيث يقول تعالى "قل آمنت بالله ثم استقم"، وأركان الإسلام ركنها الأول كلمة وهي شهادة التوحيد، وتأتي بعدها بقية الأركان.
وأكد فضيلته أن الله تعالى فضل أهل العلم على باقي الناس حيث قال تعالى "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، وذكر العلماء أن هل هنا ليست استفهامية بل تقريرية، ويقول أيضا "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"، وهذا تخصيص بعد تعميم تكريما للعلماء.
وأضاف أن العلماء زينة البشرية فالعلماء في الاقتصاد والتخطيط والنبات والحيوان وكل شأن من شؤون الحياة وعلماء التفسير والفقه وعلوم الحديث والطب يأتون في القمة لأنهم يعلمون غيرهم وقد بشرنا ربنا بقوله تعالى "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين".
واستطرد قائلا:" إن هذه الأيام نفحات من الله عز وجل أكرمنا بها وامتن بها علينا فيأتي شهر رمضان لتتفتح القلوب المغلقة وتنتبه الأذهان النائمة الغافلة فتنتبه إلى كتاب الله عز وجل في صلاة التراويح، فالصيام من الأركان التي تطمئننا كمسلمين ومؤمنين" .
وواصل حديثه قائلا: "نفس الإنسان من بين أعداءه فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، والله عز وجل يقول "إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي"، وقال البصيري "وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم ولا تطع منهما خصما ولا حكما فأنت تعرف كيد الخصم والحكم"، ويقول الشاعر "إني بليت بأربع ما سلطت إلا لأجل شقاوتي وعنائي، إبليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص وكلهم أعدائي؟".
ولفت إلى أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالاقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويقول تعالى في كتابه الكريم "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، والذي يقيم البرهان على ذلك من بين كل العبادات الصيام، فنحن في رمضان ننجح بنسبة 100% فيما يتعلق بالامتناع عن الطعام والشراب والشهوات نهارا ولا أحد منا يقرب طعاما ولا شرابا رغم الجوع والعطش، وهذا تدريب علمي لكل مسلم على الطاعة الكاملة لله عز وجل.
وأوضح فضيلته أن شهر رمضان هو درة العقد بين جميع الأيام وفي كل شهور السنة وأفضل زمان خلقه الواحد الديان وهو الشهر الوحيد الذي ذكر في القرآن في قوله تعالى "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه"، والصيام له خصوصية عن الله عز وجل وهو الركن الوحيد الذي شرعه الله عز وجل بالنداء والكتابة في قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام"، كما أنه فرض بأسلوب يجمع بين الخبر والإنشاء والأمر والنداء والشرط والرجاء.