استقبل الأستاذ مصطفى إسماعيل، الأمين العام، وفدًا من جامعة المالديف الإسلامية، للاطلاع على تجربة الجمعية الشرعية في ملف التعليم، والاستفادة من خبراتها في تمويل المشروعات من خلال أهل الفضل ورجال الأعمال.
وضم وفد جامعة المالديف د. عائشة خليل عبد الستار رئيس الجامعة، د. حواء لطيف وكيل الشئون الأكاديمية، أ. علي رشيد مدير الشئون المالية والإدارية.
وفي بداية اللقاء رحب الأمين العام بالضيوف، وشرح لهم بعض المشروعات التي تقوم بها الجمعية الشرعية في مختلف المجالات، موضحًا أن الجمعية يختص عملها الأساسي بالمجال الاجتماعي والطبي.
وذكر الأمين العام أن الجمعية الشرعية بجانب خدماتها الاجتماعية والطبية تهتم بملف التعليم، إدراكًا منها لدوره في "بناء الإنسان" والنهوض بالمجتمع.
وأضاف: ملف التعليم عندنا يبدأ من الحضانة ثم مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، باستثناء المرحلة الجامعية؛ لأن التعليم الجامعي يستلزم تمويلاً مستقرًا، وجهودًا ضخمة في المتابعة.
وشدد الأمين العام على أهمية الالتفاف لمضمون التعليم والقيم التي يغرسها في عقول ونفوس الطلاب، أكثر من الاهتمام بالشكل والمظاهر والتسميات.
وتابع: لا بد أن يشعر المجتمع بالمنتج التعليمي الجيد الذي يشارك في "بناء الإنسان"، ويكون إضافة للمجتمع؛ حتى يكسب دعم المجتمع ودعم الدولة التي تجد أن المؤسسة التعليمية داعمة للمجتمع وليست منعزلة عنه أو رافضة له.
ولفت الأمين العام إلى أهمية الاعتناء بالتخصصات التربوية في الأقسام التعليمية؛ لأن هذه الأقسام يقوم على أكتافها تطوير التعليم، وتخريج الكوادر الفنية والتربوية التي تنهض بالعملية التعليمية كلها وفي جميع المراحل.
وأشار الأمين العام إلى أن هناك تجارب تعليمية ناجحة في عدة دول كانت ظروفها أصعب بكثير من التجربة المالديفية، ومع ذلك نجحت وتطورت بسبب كفاءة القائمين عليها، وبُعدهم عن العمل السياسي وعدم سماحهم لأن يُستغلوا في الصراع السياسي؛ فتفرغوا للتعليم ونجحوا فيه بما عاد بالصالح على المجتمع كله.
وذكر الأمين العام أن البدايات دائمًا صعبة في أي تجربة، وأن التمويل قد يكون أمرًا سهلًا، لكن الشيء المهم هو وجود رؤية واضحة، ووعي لديهم بمتطلبات العمل.
وبيَّن الأمين العام أن الجمعية الشرعية ليست هيئة تمويلية، مُبديًا استعداد الجمعية لإهداء جامعة المالديف مصاحف مترجمة وكتبًا لعلماء الأزهر الشريف، تساعد الطلاب في التزود من المعرفة.
وأوصى الأمين العام وفد الجامعة بأن يوثقوا علاقتهم بالأزهر الشريف، فهو مؤسسة تعليمية ذات سمعة دولية ممتازة في دول العالم، ولديه مناهج مشهود لها بالكفاءة.
من جانبها، أوضحت د. عائشة خليل عبد الستار، أنهم يزورون مصر للبحث عن أوجه تعاون بين الجامعة ومؤسسات التعليم في مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف، مشيرة إلى أن الجامعة عقدت بروتوكول تعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية.
وأعربت عن سعادتها بزيارة الجمعية الشرعية ولقاء الأمين العام، مشيدةً بالمشروعات التي اطلعت عليها في الجمعية الشرعية، وموضحةً أن المالديف ترتبط بعلاقات قوية بالأزهر الشريف، وأن رئيس المالديف الأسبق هو أحد خريجي الأزهر.
وذكرت د. عائشة عبد الستار أن جامعة المالديف الإسلامية بدأت كمعهد للدراسات الإسلامية عام 1980، يدرس مناهج الأزهر بمختلف التخصصات الشرعية والأدبية والعلمية، ثم تحول إلى كلية الدراسات الإسلامية عام 2004، والتي حصلت في عام 2015 على ترخيص من البرلمان المالديفي كجامعة بها تخصصات مختلفة.
من ناحيته، قال أ. علي رشيد مدير الشئون المالي والإدارية، إن دولة جزر المالديف تسمح للجامعات بأن يكون لها مشروعات استثمارية تغطي نفقات الجامعة.
وأضاف: من المعروف أن السياحة تمثل صناعة رائجة بالمالديف، ولهذا نحرص على الدخول في عدة مشروعات سياحية، لنغطي مصروفات الجامعة، مثل إقامة منتجعات أو فنادق، بجانب البحث عن تمويل من مؤسسات داعمة ماليًا.
وفي نهاية اللقاء، قام الأمين العام بإهداء الوفد درع الجمعية الشرعية، وعددًا من مطبوعات وإصدارات الجمعية التي تعرِّف بمشروعاتها وخدماتها في مختلف المجالات.