عقد الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عيسى البربري الرئيس العام للجمعية الشرعية الرئيسية اجتماعًا حضره عدد من علماء الجمعية بقاعة الاجتماعات بمقر الجمعية بالأميرية، بحضور الأستاذ مصطفى إسماعيل الأمين العام.
وقال فضيلة الإمام في كلمته خلال اللقاء: إنه ما من مكروب على وجه الأرض إلا والذي يكشف ويفرج كربته هو الله، وما من مبتلى على وجه الأرض إلا والذي يرفع بلواه هو الله، وما من فقير أو جائع على وجه الأرض إلا والذي يطعمه ويسقيه هو الله، وما من مريض على وجه الأرض إلا والذي يشفيه هو الله، وهو من له عنت الجباه.
وأضاف فضيلته أن إرادة الله عز وجل شاءت أن يكون نبيه وحبيبه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم فقيرًا يتيمًا، وكأنه أراد أن يكون للضعفاء من خلق الله، يجبر خاطرهم وكسرهم، ويقوي ظهرهم، ويربط على قلوبهم، ويزيد من إيمانهم، فيصبحون عونًا لأمتهم، وليسوا عبئًا عليها، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، المربي الباني القائد الفقير الذي بعث الأمل في قلوب البائسين، واليتيم الذي قاد الدنيا إلى بر النجاة ومرضاة الله رب العالمين، والأمي الذي علّم المتعلمين وعلم الدنيا بأسرها أن يتعاونوا على البر والتقوى، علّم الغني أن عطاءه للفقير إنما لمصلحته هو قبل مصلحة الفقير، فالإمام الحسن البصري يقول: من لم ير نفسه إلى ثواب الصدقة أحوج من الفقير إلى صدقته فقد أبطل ثواب صدقته.
وأوضح فضيلته أن الله عز وجل يقول: "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة"، فالذي يعطي ابتغاء مرضاة الله يكون خائفًا ألا يقبل عمله عند الله، ويعلم أنه مستفيد أولًا قبل أن يستفيد المعطى، مضيفًا أن سيدنا موسى عليه السلام عندما سقى إلى المرأتين تولى إلى الظل، وقال: "رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير"، ومن هنا كان العطاء والغنى والمال ابتلاءً فوق أنه اجتباء أيضًا وفقًا لقول الله عز وجل: "أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون".
وأكد فضيلته أنه ينبغي على علماء الجمعية أن يرسخوا في أعماق الأغنياء والقادرين أنهم في حاجة إلى عطاء الله لهم قبل أن يكون الفقير في حاجة إلى عطائهم ، وهذا المعنى يجب أن يقر ويستقر في نفس الغني الذي نستهدفه ونتوسم فيه الخير، مضيفًا أنه ليس المهم فعل الخير فقط، وإنما المسابقة إلى فعل الخير؛ كما قال الله عز وجل: "وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء".
وأشار فضيلته إلى أن إطعام الجائع أفضل عند الله تعالى من بناء ألف جامعٍ، وإطعام الجائع أفضل عند الله من أداء ألف عمرةٍ وألف حجةٍ بعد حج الفريضة، وقال عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين: إن إطعام الجائعين أولى بالصدقات من بيت الله الحرام .
وأوضح فضيلته أن إخراج المال من جيب الأغنياء موهبة وفن لا يجيده الكثيرون، وهو عطاء إلهي، ودليل وجود هذه العطاءات في الجمعية الشرعية أنه عندما اقترحنا أن يقدم كل عضوٍ من أعضاء إدارة الجمعية تبرعًا شهريًّا - ليكون قدوة- سارع الجميع لتلبية النداء.
حملة لجمع التبرعات
من جانبه رحب الأستاذ مصطفى إسماعيل الأمين العام في بداية كلمته بالدعاة والعلماء في بيتهم الجمعية الشرعية الرئيسية، وأعرب عن شكره لسرعة استجابتهم وتلبيتهم للنداء، داعيًا المولى عز وجل أن يتمم الفضل بهذا الجهد والتركيز والأداء.
وقال الأمين العام إن الجمعية الشرعية ستنظم حملةً لجمع الأموال في الفترة من 15/4/2017م إلى 14/10/2017م؛ للإنفاق على الخدمات الطبية؛ لأنها الأعلى حاجةً عند الناس، والأكثر إنفاقًا في حياة الناس، وخاصة في الكروب الثقيلة للأمراض، مضيفًا أن الحملة تهدف إلى هدفين: الأول زيادة مساحة ورقعة التعريف بالجمعية، وتحسين الصورة الذهنية، والرد على المشككين في مسار الجمعية، والهدف الثاني حض أهل الفضل على التبرع في نطاقٍ واسعٍ، ليس فقط رجال الأعمال، ولكن عموم المواطنين ولو بالقليل؛ بهدف زيادة رقعة المتبرعين.
وأضاف الأمين العام أن هذه الزيادة تأتي وراء إصرار الجمعية الشرعية الرئيسية على التمسك برسالتها التي كان لها السبق فيها في مصر، وهي علاج غير القادرين في الأمراض الثقيلة بالمجان؛ إحياءً لفروض الكفاية تارةً، وتطبيق ما يقال على المنابر تارةً أخرى، مضيفًا أن الحملة ستتجاوز المساجد، وتخرج إلى الشوارع والطرقات والمترو والمحور والدائري والدنيا كلها، بعيدًا عن الإعلام.
وأوضح أن آليات الحملة تهدف لخدمة محاور عدة، أولها التركيز على التعريف، وتسهيل طرق وأدوات دفع المتبرع، عن طريق الاتصال بمندوبينا على رقم 16935 من أي مكان في الجمهورية، وتخصيص رقم موحد لجميع البنوك للتبرع من خلاله، وهو 8823131، وعن طريق رسالة sms إلى رقم 9599 بخمسة جنيهات، ومن خلال خدمة فوري، وخدمة مصاري، وتطبيق ميجا خير.
وأشار الأمين العام إلى أن الجمعية حصلت على تصريح جمع مالٍ من الدولة رقم 39 لسنة 2017، كما حصلت الجمعية على فتوى شرعية من الأزهر بجواز إنفاق مال الزكاة في علاج المرضى، مضيفًا أن أحد أهل الفضل تبرع بالإنفاق من ماله الخاص على الحملة، والتي تتجاوز مليوني جنيه .
وأكد الأمين العام أن الجمعية تركز على مشروعين طبيين: هما الأطفال المبتسرين، والأشعة التشخيصية، مضيفًا أن الجمعية لديها مركزان كبيران في القاهرة، تتجاوز نفقاتهما الشهرية مليوني جنيه، ولا يتلقيان أي تبرعات، وهو ما يعد حملًا زائدًا على الجمعية الشرعية الرئيسية، لافتًا إلى أن الجمعية لديها أكثر من 1000 حضّانة.
زاد رمضان
وحول استعدادات الجمعية لزاد شهر رمضان المبارك - قال فضيلة الإمام الدكتور عبد الفتاح عيسى البربري: إن الزاد الرمضاني العام الجاري متعدد ومتنوع، مضيفًا أن فضيلة الأمين العام ألّف كتابًا به 30 درسًا رمضانيًّا حول المعاملات المالية في الإسلام؛ مثل البيع والشراء والتعامل مع البنوك والاقتراض.
بدوره قال الأمين العام: إنه تم تأليف عدة كتب كزادٍ علميٍّ معينٍ للدعاة في شهر رمضان، ومن أهمها زادنا في رمضان، ويتضمن خواطر الفجر، وزادنا في رمضان، وهو خاص بدروس العصر، وكتاب المقاصد الكلية بأجزاء وسور القرآن الكريم، وكتاب أحكام وبرنامج الاعتكاف، معربًا عن أمله في أن يصل هذا الزاد إلى جميع الدعاة (بالجمعية الشرعية، الأزهر الشريف، وزارة الأوقاف، وغير ذلك).
وأضاف الأمين العام أن فضيلة الإمام انتهى من تسجيل 13 حلقةً من برنامج نظرات في جزء القرآن الذي يتلى، وسيكمل هذا الأسبوع بمشيئة الله 17 حلقةً، وستبث على موقع الجمعية الشرعية، كما سيتم نشر 10 حلقاتٍ لفضيلة الدكتور مختار المهدي، و10 حلقاتٍ أخرى للدكتور مسعد عبد السلام، و10 حلقاتٍ للدكتور مجدي عبد الغفار، مضيفًا أنه تم انتقاء بعض كتابات الأئمة بداية من المؤسس حتى وقتنا هذا ووضعت في كتاب، مشيرًا إلى أن الجمعية ستصدر كتاب الدليل الفقهي للعمل الخيري، والذي يمثل هديتها للأمة .
وأوضح الأمين العام أن الجمعية تقدم من خلال علمائها وعلى رأسهم فضيلة الإمام جهدًا مشكورًا لمعاونة الدعاة في مهمتهم.